حدث في الاقصر……..سياحة اونطة هاتوا فلوسنا

Posted: August 2, 2012 in Uncategorized
Tags: , , , , , , , ,

 “مصر ليست بلدة سياحية” ….. احدي ارائي التي تقابل كثير من الاعتراض و الامتعاض من اصدقائي او ممن يتابعون مدونتي و في ظنهم كيف لبلد يتمتع بكل هذا الثراء من اثار ورمال وجبال وتاريخ بجانب السياحة العلاجية والدينية وسياحة الملاهي الليلية للاخوة العرب ولا تكون مصر مصنفة علي انها رقم واحد في السياحة العالمية… ويكثر الحديث عن نصف اثار العالم وطيبة الشعب المصري وخفة الظل وكرم الضيافة التي لا مثيل لها في كافة ارجاء المعمورة

و في ظني ان هذا سراب ومخدر للعقول التي لا تقرا ولا تبحث ولا تحلل. مصر بها ثروة سياحية فاحشة وهذا حقيقي ولكن السياحة صناعة تحتاج الي مواد خام وهي متوافرة بكثرة ولكن لا يوجد ادارة رشيدة بل لا يوجد ادارة علي الاطلاق. إن مثل مصر في السياحة كمثل السودان ( سلة افريقيا الغذائية ) التي تعاني من كافة مشاكل الغذاء والتموين. او كمثل ليبيا التي بها اكبر احتياطي نفطي واطول ساحل علي البحر المتوسط واجمل صحاري افريقيا واهلها غارقون في الفقر والجهل.

ان بمصر مداخل سياحية متعددة ولكنها تحت سيطرة العشوائية وبلطجة المتسولين والباعة الجشعين وهم الكثرة والغلبة معهم دون اي تدخل للادارة او التنظيم او حتي حماية السياح من جانب كافة الوزارات المعنية وهي وزارات السياحة والثقافة والداخلية.

لو انهيت كلامي عند هذا الحد لتلقيت وابل من الهجمات والردود العنيفة التي تبدأ من نعتي بالمتشائم والمحبط وتنتهي الي قبل السب العلني ودون ذكر والدي بقليل، لذا سأعقب بذكر حادثة شخصية حدثت لي ومع زوجتي وهي امريكية الجنسية.

في مركب شراعي بنيل القاهرة تحدثت الي عم عبدالله المراكبي وهو من اسوان واخبرته اني ساقوم بزيارة الاقصر واسوان قريبا فحذرني من الاقصر تحذيرا لم افهمه في حينها ولكني فهمته الان…….ذهبنا لمدينة الاقصر بغرض السياحة وقضاء اجازة لطيفة في احدي اهم المدن في مصر وكان كل شيء يسير علي ما يرام داخل الفندق العائم ذو الخمسة نجوم ولكن……..ما ان تطأ قدمينا خارج الفندق حتي تصاب زوجتي بحالة من الارتباك والضيق تصل الي حد الذعر احيانا من كثرة الباعة المتسولين واقصد هنا الباعة التي لا تتركك حتي تلتهم بعض من اموالك تحت ضغط الالحاح واللمس والتوسل الذي يصل الي حد البكاء وبكل لغات العالم يتسولون ويتوسلون ويتحرشون ويظنون انهم الاذكي والامهر بتعدد اللغات وبجعل الاسعار مضاعفة الي اربع او خمس مرات ولكن هيهات.

قالت لي زوجتي وهي تختبيء خلفي طالبة الحماية لاني اتحدث لغتهم واني احمل نفس الجنسية “المصرية”: اني اشعر بحالة من التوتر عندما يقتربون مني الي هذا الحد. و بصراحة لو اني نصحت اي سائح ان يأتي لمصر ما رشحت له مدينة الاقصر من هول ما رايت.

وما لا تعرفه زوجتي اننا لا نتحدث نفس اللغة ولا نحمل نفس الجنسية وانني اريد الحماية تماما كما يريدها اي سائح او غريب في هذا البلد الغريب. انهم يتحدثون كل اللغات عدا العربية ويتحدثون اي لغة من اجل المال وليس مالا حلالا انما هو بيع بالاكراه او شراء باضعاف الثمن ولا اعتقد ان هذا حلال. اما الجنسية فهذا محل خلاف هل كل مولود بمصر “مصري”؟ هل من يشوه السياحة ويروع السائحين ويبتز المشترين مصري؟….لا اعتقد

قالت لي طالبة امريكية تقيم بالاردن للدراسة وتجيد بعض العربية كانت ضمن المجموعة السياحية خاصتنا انها لا تشتري اي سلعة او تركب تاكسي قبل السؤال عن الثمن ثم التفاوض واذا حصلت علي نصف الثمن تبدأ التفكير في الشراء وهي تعلم انها دفعت اكثر مما ينبغي.

قال لي سائح اخر اود ان اشتري الكثير من المعروض امامي ولكن اعرف انهم جشعون وسياخذون اكثر مما يستحقون لذا لا اشتري شيئا علي الاطلاق. (خراب بيوت يعني – بيت الطماع عمرة ما يعمر)

لقد وصل الامر الي حد المطاردة علي ظهر الفندق العائم فكان بعض التجار يركبون زوارقهم ويقذفون بضاعتهم وعلبة دواء فارغة علي ظهر المركب العائم ناظرين السائح ان يرد اليهم العلبة وبها بعض الدولارات مقابل بضاعة رخيصة.

عندما كنت اذهب لشراء زجاجة مياه في كل مرة يقول لي البائع انت مصري سوف اعطيها لك بـ (2 جنيه) ولكن اذا سالك احد من السياح فاخبره انها بخمس جنيهات او بعشرة. يظن البائع ان النظرة التي علي قسمات وجهي هي نظرة امتنان لكرم الضيافة او عرفان بالجميل لانه لم يعاملني كسائح ولم يسرق اموالي تحت مسمي البيع والشراء والحقيقة ان نظرات وجهي انما تعبرعن الحزن والمرارة علي احوال المصريين او هي مقاومة لحاله من الغثيان تصيبني عندما اشعر بالحنق من جهل من يظنون انهم اذكي الاذكياء وامهر الناس لانهم قادرون غلي خداع الاخرين ولا يخدعون الا انفسهم . افلا يستيقظون!

الحادثة: الاقصر – عند وادي الملكات – في احدي المرات كنت اشتري زجاجة مياه وكل شيء علي ما يرام حتي نسيت زوجتي وتفوهت ببعض الكلمات امام البائع والحق يقال ان زوجتي تبلي بلائا حسنا في عدم التحدث اطلاقا عند اي عملية بيع وشراء حتي لا تفصح عن هويتها الغير مصرية وتلحق الضرر بمحفظتي وفي اغلب الاحيان تكتفي بالنظر والاشارات او التعبير عما تريد بعد الانصراف وهذا في كل ارجاء مصر وليس الاقصر فقط . الحق اقول لكم ان زوجتي قد تدربت تدريبا راقيا في اخفاء هويتها فهذه ثاني زيارة لها لمصر.

وقد كان، ما ان نطقت زوجتي ببعض الكلمات الاجنبية حتي قفز سعر زجاجة المياه الصغيرة الي خمس جنيهات وهو ليس بالامر الهين. صعب جدا ان تعطي مالك وان تعرف انك تحت جشع البائعين ورفضت قبول البيع وكذلك رفض البائع.

كيف لي ان ارفض البيع! وهم الشجار وارتفعت حرارة الجو والكلام ايضا. ولما احتد الحوار والشجار هم صديق لي لمعرفة اسباب الصوت العالي وقصصت عليه ما حدث وسريعا فهم لان زوجته اجنبية هي الاخري ونطق وقال “دي سرقة كده عيني عينك” وكانت اخر الكلمات الراقية التي سمعتها اذناي خلال الستون دقيقة التالية فما كان من البائع الا ان اخذ يلفظ بجميع انواع الشتائم الغير شريفة والغير لطيفة علي الاطلاق وتجمهر البائعون الكرام اصحاب المحلات لمؤازرة زميلهم امام فردين مصريين بصحبة زوجاتهما الاجانب والحقيقة كلنا اجانب واغراب في هذه البلد.

حوالي عشرين فرد يتشاجرون معي انا وصديقي ونحن بين كر وفر من ناحية ومن ناحية اخري اعيننا علي زوجاتنا التي لم تصدق ما يحدث ولم تستوعبا ما حدث حتي بعض الشرح فكيف لخلاف في ثمن زجاجة مياه ينتهي بكل هذه الكثافة من اللعنات والمناوشات بل وبعض الشوم وسنجة حديد بالكاد مرت من فوق راسي ببضع سنتيمترات. انه كرم الشعب المصري .

لم يتحرك ساكن في اي مصري محيط بنا – المرشد السياحي له العزر فهم اهل بلدته ويعرفونه ومعه باقي افراد الجروب السياحي – الباعة في نصرة زميلهم ظالما او مظلموما – بعض افراد الامن ينظرون الينا في مشهد غريب وكاننا في سيرك الحلو – فقط زوجتي كانت هي من تحاول نجدتنا وسط كل هذا الحشد من “الافراد” لا استطيع ان اقول “الرجال”.

وجاء الامن، سيادة المقدم والعقيد وضابط في ثياب ملكية:

بعد سماع الاقوال قال لي المقدم في لكنة واضح مغزاها اما ان تقوم بعمل تصالح واغلاق المحضر او ان تشرفني في مكتبي المكيف حتي العرض علي النيابة. ومن المعلوم بالضرورة ان العرض علي النيابة يستغرق ساعات وساعات او ايام حتي يحضر “جنابه” ويحقق في الامر وهو ما يستدعي ان اقضي اجازتي السعيدة في سرايا النيابة وبعدها القضية التي لا ندري متي سيتم البت فيها والتي اما تنتهي بلا شيء او شيء مع ايقاف التنفيذ. وقبلت الصلح وتنازلت عن المحضرعلي مضض.

قلت للضابط وانا اعنيها: انا لست بغاضب علي حقي ولا علي  ما حدث معي فما زلت بخير ولم يمسسني سوء بفضل الله ولكن تلك جريمة بشعة. في مزار سياحي وامام كل هؤلاء السياح كل هذا الصخب والضجيج والبلطجة بلا ظابط او رابط  بلا رقابة بلا امن ولا امان. نحن نحارب خارج مصر من اجل تحسين صورة بلدنا وهذا ليس بالامر الهين والسياح ياتون الينا ويلاقوا كل هذه العوارات. كيف؟ اين هي السياحة والداخلية والثقافة؟

ورد الضابط بابتسامة لم افهمها حتي الان: المشكلة يا مستر امير ان الموضوع ده بيحصل كتيير (احييه بيحصل كتيير – دي جديدة عليا) وان حضراتكو ما بتكملوش المحضر عشان جدول الزيارات والرحلات وبالتالي مفيش حل. (اذن المشكلة اختصرت في عدم استكمال المحضر واصبحت انا المقصر. عجيب)

قال لي المرشد السياحي ان هذا الحال هو المعتاد وان له قضايا كثيرة منذ عدة سنوات دون النظر او القضاء وحكي لي حكاية ظريفة علي سبيل التهوين كادت ان تصيبني بنوبة قلبية او سكته دماغية. سأرويها والعهده علي لسان الراوي.

في معبد ادفو جري العرف ان ترسي المركب العائم وينزل السائح ليصطدم بالعربجية اصحاب الحناطير كي يقلوه الي المعبد وطبعا انتوعارفين الفيزيتا بالدولار. ولما كثرت الشكاوي من سوء معاملة العربجية قررت احدي شركات السياحة توفير اتوبيس لنقل السياح الي المعبد وبالفعل استقل السياح الاتوبيس وتحرك السائق وتحرك العربجية وهاجموا الاتوبيس واجبروا السياح علي ركوب الحناطير ودفع الرسوم. تصرفت المرشدة بكياسة و اقنعت السياح بدفع المبالغ المطلوبة علي ان تقوم شركة السياحة برد المبلغ فيما بعد.

الي هنا اختم حكايتي وارسل مرسالا الي كل من يردد دون فهم او تدقيق ان مصر بلد الامن والامان – مصر بلد سياحي من الدرجة الاولي – مصر بلد السبع آلاف سنة حضارة – مصر مصر مصر…… اقول لهم: سياحة اونطة هاتوا فلوسنا.

Comments
  1. Ahmed garhy says:

    (انت فينك من الوزارة الجديدة ياعم الوطنى واللة العظيم مكانك هناك بس عايز اقلك
    على حاجة من الاخر( ان اللة مع الصابرين

  2. Amir Kafafy says:

    اذا صبروا يا مولانا

  3. norhan wally says:

    ييييياه معنى كده ان السبب فى ان السياحه اتدهورت او الاحسن انها اتضربت هو جشع وطمع الناس المفروض انهم بينقلوا احسن صوره للسياح اللى المفروض هما سبب فى دخول عمله صعبه لمصر بس اكيد مش بالسرقه يعنى وواضح ان الموضوع ده مش فى الاقصر بس كمان فى منطقه الاهرامات دخول الاهرمات والخيل اسعارهم بردوا للسياح اضعاف اضعاف المصرين وبكده واضح اوى اننا ظلما الازمه الاقتصاديه العالميه والثورات وحال البلد وتدهور الاقتصاد فى انهم كانوا سبب فى ضرب السياحه لكن فعلا كنا مخدوعين والخطوه الجايه هى سرقه السياح واقصد السرقه بمعنى السرقه دا ازاى مكنتش بتحصل فعلا ومنى اعتزار لكل السياح اللى حصل واللى هيحصل معاهم المواقف دى

    • Amir Kafafy says:

      علي فكرة اكتر من مره تم تحذيري من السرقة في الاقصر واسوان بس الحمد لله محصلتش – المشكله ان الناس دي مش بتضر مصر وشكلنا قدام العالم بس – الناس دول بيضروا مصدر رزقهم وبدل ما يحسنوا صورة بلدهم عشان خاطر اكل عيشهم بيحاربوا نفسهم – نسوا الله فانساهم انفسهم

  4. Raslan says:

    المشكلة ان مفيش ادارة وان فى جشع وصل الى اقصى مدى….. لما تطلب من الاخوة المصريين انك تشارك ولو برايك او بفكرك ….محتاج …..الواسطة اكيييييييد

  5. nesma kamal says:

    عليه العوض ومنو العوض فى بلدنا … مش البلد نفسها لا لاالمشكلة فى ناسها
    اذا الرئيس بتاعنا قال فى مؤتمر بره دى العيال كانوا واقفين على الاسطح معاهم اسلحه تقيلة عشان توقع الطيارات يعنى بيوقع البلد وسياحتها قول بقى كل اللى انت عايزة جشع وسرقة وتسول وقتل وتحرش واكراه واستغلال وغوغائية … تفتكر فى امل ؟؟؟؟ بس اهم حاجة طمنى فى الاخر اشتريت ازازة المية بكام ؟؟؟؟

    • Amir Kafafy says:

      اشتريت الميه بتمنها الطبيعي بس من مكان تاني – الحسارة كانت علي البياع الاولاني والحسارة الكبيرة كانت علي مصر وولادها اللي مش عايوين يتغيروا

      • nesma kamal says:

        خسارة يا امير على كل حاجة بجد … خسارة على بلدنا اللى كانت عروسة وملحقتش تفرح بولادها اللى فكرتهم هياخدوا حقها وخسارة على الناس المحترمة اللى فكرنهم محترمين وطلعوا حرامية وخسارة على شاببنا وتفكرهم اللى نصهم حلهم انهم يسيبو البلد ويطفشو والنص التانى بياخد بالعافية كل اللى يقدر علية وبينهش فى لحم البلد … بجد معتش فى حاجة تفرح الواحد بيجلو الفرح وعارف انو مش هيلحق وعارف انو هيزعل بسراعه اوى … ربنا يسترها علينا وعلى بلدنا

  6. Amir Kafafy says:

    ربنا يهدينا جميعا حكومة ومعارضة ويصلح حال البلد والله المستعان

Leave a comment