أمل بنت جميلة بشرتها لون النيل وعيونها صحراوية ولسانها عربي اصيل، تنحدر أصول امل من اسرة عريقة عاشت  الاف السنين، في كتب التاريخ تسمع سيرتهم وفي الانحاء تري كنزهم ولغزهم، هم عزة وفخر للأجيال ولكن دوام الحال، وكما هي سنة الله في خلقه، من المحال

عشاق أمل كثر، إما طامع لشهوة او محب لامتلاك او باحث عن الثروات او الأثرات او بادعاء حماية لجار لئيم هو السرطان في الجوار، وهو المدبر للمكايد والأشرار، يطمع فيها من اوليEgypt صفحات كتاب التاريخ وحتى نهاية التأريخ. يعرفها كما لا يعرفها غيره، فالجار اللئيم ماكر وداهية عصره يعلم سر الاسرار يعلم كم هي قوية وابية حتى وان سار فيها الوهن وضعفت من كثرة الهموم والاحزان وتقلب الازمان. فكم مر عليها سنوات عجاف من زمن يوسف عليه السلام وكم ظن هالك انه قادر عليها ولكنه لم يهنأ واطلب شهادة التاريخ في كم من المرات والعبرات استطاعت امل ان تقهر من ظن انه الأقوى والأكثر والاعظم. كم هشمت وحطمت من انوف بالألوف ومن كل الألوان والصنوف، الأبيض والاصفر والاشقر حتى الأزرق ودعونا نقل الاحمق. هل تذكرون الرجل الروماني وصديقه اليوناني من سالف العصر؟ هل تذكرون التتاري والمجوسي والديوس؟  هل تذكرون عندما راودها الفرنسي الاشقر وولع بجمالها فقاومته رغم اللطمة الشديدة على انفها التي مازالت تنزف، باغتها الإنجليزي المتعجرف واختطفها لمدة قاربت المائة عام ولكن بكبريائها وبعندها استطاعت ان ترغمه على العودة الي دياره رغم قوته وشهرته وطغيانه في ذلك الاوان. سر أمل يكمن في ان كل من جاءها ليستدركها قاومته وسحرته بل واجبرته ان يتكحل بلونها ويتكلم بلسانها ويحفظ تاريخها والاعجب انه لم يرتوي من نهرها بل ظل ظمأنا لاهثا لا يشبع ولا يطمئن. فنهر امل لا يروي الا أولادها المخلصين او زائريه المحبين. الكل طامع في أمل الجميلة الغنية ويصور له شيطانه انها لقمة سهلة المنال ولكن هيهات انها غصة في حلق المغتصبين، أمل حين تغضب أقوى من نساء الامازون أجمعين، وحين تصرخ تزلزل أراضيها تحت أقدام المعتدين. كلٌ قد حاول اسرها عندما ظن انه الأعلى واتاها مستعليا فلم يهنأ وخر راكعاٌ وحزين

وأصيبت أمل بعدة اورام في جسدها المهترئ من كثرة ما عاين من سموم وهموم ومصائب. اليوم العدو من داخل الجسد وليس كما العادة من المعتدين الطامعين. امل تبكي من غرز السكين في الاحشاء، من نزف دماء، من غدر الاب والابناء، فالأعضاء تحارب في الأعضاء، والفك ينهش في الاذرع، والارجل تركل في الأجواء. ان لأمل من الأولاد الوف من عدة أطياف وصنوف. منهم من هاجر وغادر ومنهم من أحبط فترك وبرك ومنهم من غدر وفجر وكثير أصبح شهيد. اما برصاص غادر او في بحر سافر او بلقمة مسمومة او لعلة نفس مهمومة. اشتد المرض وكثر العرض وما زلنا نبحث عن غرض. حتى أولادها جاءوها متخفيين، في اشكال واحوال عبر الاجيال محاولين طمس تاريخها وجمالها وعقيدتها طامعين في ميراث ثمين. وتحازقت الأولاد وتحامقت وتلونت بكل سبل وحيل فمرة يأتون بصورة الشيوعي المتمرد وتارة الرأسمالي المتعجرف ومرات في ادعياء التقي والنبوة وهم للفتنة والشيطان أقرب والأخزي حين اتاها ابنها القوي، في صورة جندي، فتكبر وتجبر وأصبح شقي. ما زالت أمل تقاوم رغم المحن رغم الفتن، رغم الهم والحزن. وبات الجسد رخواٌ وجميع الخبراء أيقنوا بوجوب الدفن. وانتشرت رائحة العفن، وخاب الظن

فقط من يعرف أمل، فقط من يعرف الأمل يدرك ان الورم حميد وان القوة والعافية ستزيد. ما زالت أمل تبحث عن امل، عن ولد بين الولدان. موصوف بالقوة بين الشجعان يستأصل الأورام ويطيب الألآم ويطرد الأوهام عن المتطاولين اللئام ليعيد البسمة علي وجه أمل كي تُعلم الكون من جديد حين تتغني بالنشيد

…………. انا ان قدر الإله مماتي لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي ………

Comments
  1. مصطفى says:

    جميله بجد .. اللهم أحفظ مصر والمصرين واجعلها عمادا للدين .. ويسر أمرنا انك انت ارحم الراحمين

Leave a reply to مصطفى Cancel reply